لقد رأيت من أبى جانب مختلف هذه الليله .. لم أره من قبل .. لم أعهده من قبل
رأيت فيه الصديق الذى ضاقت به الدنيا فلم يلجأ لأحد الى لأبنته .. كنت أتمنى فى هذه اللحظه أن ينورنى الله بكل شئ يحتاج أبى الى سماعه حتى ألقيه على مسامعه لعلى أخفف من حدت ألامه .. تمنيت أن أخذ ألامه وأضعها بداخلى .. أتحمل انا العذاب ولا يتحمله هو
أبكى انا ولا يبكى هو .. أصرخ من الالام ولا يصرخ هو .. تمنيت كما لم اتمنى من قبل ...
ف أنا أتمنى السعاده لكل من لا اعرفهم ولكل من جرحونى يوماً من الأيام .. فكيف لأبى أتمناها ؟!!
كنت اكتم دموعى .. دائما كنت بارعه ف كبت دموعى .. ولكن فى هذه اللحظه كانت صعبه جدا اكثر مما أتصوره ..
كيف يضع الله الحب فى قلوبنا هكذا لأبائنا وأمهاتنا مهما فعلوا بنا نظل نحبهم مهما كان الأمر ...
فكرت لأول مره جدياً ماذا سأفعل أذا مات ؟ أذا مات ولم يعد لن اجد من أجرى عليه عندما يصل الى البيت .. لن أجد من أقبل يده .. لن أجد من أشاركه اوقات غضبى وأوقات سعادتى وأوقات حزنى ...
أعلم انه سيموت فى يوم من الأيام .. وهذه أصعب حقيقاً فى هذه العالم انك تعلم ان عاجلا ام اجلاً سيتخلون عنك فى وقت من الاوقات .. أنت فقط تتمنى ان تطول المده أو تذهب أنت قبلهم .. لم أشعر بألم الموت قبلاً ولكن أشفق على كل من مات لهم أم أو أب أو حبيب أو شخص يعرفونه .. أشفق عليهم حد الموت .. لأنى أعلم أنه فى يوم من الايام سيشفق علي الكثير وبالرغم أنى لاأريد من هذا اليوم أن يأتى أبداً ولكنى وللأسف أعلم أنه أتى أتى ...
أعذروا دموعى هذه الليله ...