أرضِ ليست أرضى .. عائلة ليست عائلتى .. بلد ليست بلدى ..شوارع لا أعرفها .. أناسٌ ينادون بأسمى كيف يعرفوننى وأنا لم أقابلهم
ف حياتى يقولون " ألا تتذكريننا نحن الذين كنا و كنا و ... " وأنا صامتة
أنظر لهم " من أنتم " .. كيف لهم الحق لينادون ليدعون انهم يعرفوننى ..
أسكن فى هذه البلده منذ 20 سنه ولم أشعر يوماً ان هذه بلدى أعرفهم منذ سنين ولم
أظن أبداً اننى أعرفهم قيد المعرفه .. انظر الى عائلتى كل صباح الى امى الى أبى
الى أخوتى كيف لهم أن لا يعرفوننى حتى الأن?? ...
كيف لهم عندما اتحدث عما أريد عما
يجعلنى سعيده ينظرون الي كأننى لأول مره أكشف عن ستائر تفكيرى عن مراعى أهدافى؟؟ ..
ينظرون الي يحاولون ان يرتسموا الجديه على وجوههم ولكنهم رسامون فاشلون لطالما
كانو رسامون فاشلون فلدائماً أكشفهم .. أكشف عن ماوراء عيونهم وهم يقولون "
ماهذا الغباء " أكشف عن ماوراء شفاههم وهم يقولون " من انت لتصبحى هكذا ؟؟ أنتِ مثلنا تماماً تأكلين مثلما نأكل , تشربين مثلما نشرب فما الأختلاف
بيننا وبينك ؟؟ " ثم يقولون "نعم نعم نتفهم ماذا تقولون ونأمل أن تصبحى هكذا "
وانا أندم أشد الندم على أننى ف يومِ من الايام شاركتهم ذهبى الخاص مجوهراتى
الثمينه لينظروا لها على انها مجرد لؤلؤ مزيف ...
دموعى لا تأبى النزول .. فأذا نزلت معناها انهم تغلبو على معتقداتى ..
وانا لاأريد هذا ولكن من انا لأمسك دموعى فاطلب منها كمن يطلب السماح والعفو أن
تجعلنى أَساقطها بالليل لعل هذا يجعلنى
أكثر أراده .....
أفكر احيانا اننى لم اخلق ليكون لى " ياء الملكيه " بمعنى :
انا مِن هؤلاء الناس الذى لا أستطيع أن أقول وبداخلى ثقه أن هذه بلدى .. عائلتى ..
أصدقائى .. لغتى .. رَجُلي ..وللأسف حتى نفسى ...
ولكن أذا سألتنى من أى بلدِ تكونين ؟؟ سأقول لك بلدى فلن تستطيع ان
تُجابه عقليتى عندما أقول لك لم أعد أعرف من أنا أو من أي بلدٍ أكون ...
ولكن مايجزننى أكثر ليس البلد وليس الناس فأنا أعذرهم او بالأحرى أعذر
نفسى فجيناتهم لا تتحمل جيناتى المختلقه ولكن حزنى وأسفى على عائلتى يقولون ان
الناس تتأقلم فلمَ لم يتأقلمون بعد لم ينظرون ان هذه أحلام مراهقه ستزول قريبا .. فأى سن مراهقه يصل الى
العشرينات !!!؟
لذلك لجأت الى الصمت .. العزله ..
أنتم ترونى صامته دائما اما انا فيوجد داخلى
عالم لا يوجد فيه "لا" ولا "الاممكن " ولا " المستحيل "
ولا من يهزأون من الاخرين أعيش فيه .. فخلقت بلد هى بلدى وخلقت اناس هم اناسى
وخلقت عائلة هى عائلتى .. وخلقت نفسٌ هى نفسي
اما خارج عقلى أنا أمرأة صامته بلا تعابير على وجهى فقط ...
أرضِ ليست أرضى .. عائلة ليست عائلتى .. بلد ليست بلدى .. شوارع لا أعرفها .. أناسٌ ينادون بأسمى
كيف يعرفوننى وأنا لم أقابلهم ف حياتى يقولون " ألا تتذكريننا نحن الذين كنا
و كنا و ... " وأنا صامتة أنظر لهم " من أنتم " .. كيف لهم الحق
لينادون ليدعون انهم يعرفوننى ..حتى انا لم أعد أعرفني.....
أ.ع