Sunday, December 23, 2012

عجوز ..

أنظر الى يديه .. الى هاتين اليدين المتشققتين أنظر اليهما كيف يرتعشان يبدوا عليهم الغلَبه فى محاولات يائسة منه لسيطرة عليهما .. أنظر الى شعره الذى صُبّغ لونه فى محاولاتٍ باءت بالفشل لعدم التعرف عليه ..

هذا اللون الذى أصبح موحداً على كل من يغتالاهم العمر " الابيض " كثيرا ما فكرت لماذا الابيض كنا دائما ونحن صغارا نعلم ان الابيض هو لغة السلام والامان هو الحب والطيبه ف كيف أتخذته الحياه بصمة لها على كل عجوز زائل ...

أنظر الى وجه كيف تتئاكلهُ التجاعيد .. الى هاتين النضارتين المكعبتين الاتى حللن مكان عيناه .. الى شفاه الاتى ترتعشن الى أسنان على وشك الانتحار ليلحقن بالاخريات ..

أراه يقف هناك يتحدث الى نفسه كنت اتمنى أن اكون داخل عقله لأعرف ماذا يقول هل يتحدث مع شخص يراه هو فقط ؟!! ولربما تكون زوجته التى تركته وهربت 

"نحن الشباب دائما نهرب الى الامام وهم يهربون الى الاعلى دائما "

 يقول لها " لطالما كنا سويا فلما الان " أو لربما يمقُتُها او يحسدُها او يناشدُها أن تناشد المولى ان يقبض روحه سريعاً سريعاً ...
يمشى هو الان وهو محنى الظهر ينظر الى الاسفل يتجنب الماريين بظلالهم فلم يعد يفهم الوجوه او فقط لم يعد منا بعد الان هو فى عالم بين الطفولة والشيخوخه فى عالم بين الموت والحياه هو فى عالم له أصوات صامته .. يبتعد عنى يظل يبتعد اعتقد أنه يتلاشى ويأتى فى بالى ...

             " جميعنا سنحنى رؤوسنا فى النهايه "

Sunday, December 16, 2012

سنين من الضياع

الى متى سأظل أبحث عنك هل تختبأ داخل الكهوف , بين الممرات الضيقه , هل تختبأ فى قاع البحار ام على قمة الجبال .. ام بين قطرات ماء تلامس وجهى فتقول لى أصبرى .. هل أنت على طريق سفر طالت منحنياته ام توقيتك توقف بزمن يسرع توقيته بى , هل تعلم أننى أبحث مرة صامته ومرة صارخه مرة باسمه ومرة باكيه 
هل تفكر فى مثلما أفكر أنا فيك هل ستتعرف على ملامح وجه لم ترها من قبل ام ستنظر فى الجهة الاخرى 

هل تحدثت مع الكون مثلما أنا أتحدثت معه قلت له لف ودور تأرجح مابين اليمين واليسار اطردنى من عالم لاكون ف عالم ربما أنتى فيه هل قلت له قرب المسافات قرب الخطوات قرب الزمن والتوقيت والشروق والغروب والسنين والايام والاشجار والمحيطات والغابات فقط لألتقط بها .. 

هل يمكننى أن أستريح قليلا وانتظرك فتأتى من خلفى معتذرا لى "أسف على تأخرى " ام هذا فقط فى أفلام مخرجوها ...مطلقون 
أشعر أنك تهدى لى هذه الاغنيه فتقول" أنتظرى"
 وتهدى لى هذه السماء الصافيه فتقول لى" جميلة انتى"
 وتهدى لى مسلسل عاشق تقول لى فيه" هذه حياتنا ستكون"  تهدى لى ركعتين فى "منتصف الليل لتقول لى" شكرت ربى لاعطائك اياى 

أشعر ولكن يبقى الشعور شعورا لا يمكن لمسه 
ولكن أنا أعلم فقط أعلم ....

Saturday, December 8, 2012

تميزى عائقى

من انا لاحكم من انا .. من انا لأقول متى ابتسم او متى أضحك متى اكل ومتى انام متى احزن واصرخ متى احب متى اتزوج متى انجب الاطفال 

من أنا ...؟؟

من أنا لأحكم على نفسى أننى جميله او ناجحه أو أريد هذا وذاك ؟
من أنا لأتحكم فى مشاعرى فى عقلى فى قلبى احدد أو لاأحدد مصيرى ؟؟

أصبح تميزى عائقى 
أصبح تميزى عبئا على صدرى فى بعض الاوقات أتمنى ان لم أخلق طموحه او متمرده على العادات .. فى بعض الاحيان أتمنى ألن لم أكن حاربتهم عندما حاولوا برمجتى ..ألم يكن لدى أظافر لأنتزع الاسلاك لم يكن لدى صوت لأصرخ "أبتعدو عنى " ألم 
يكن لدى طاقه لأهرب من حقل تجاربهم وأبقى .. فقط أبقى 

أكون امرأة لا تعرف غير "النعم " و"الموافقه " اكون أمرأة فى وظيفتها الهدف الذى برمجونا عليه ان نكون خادمات مع صلاحيات أعلى من العبيد 

كنت سأتزوج من يحددوه لي .. كنت سأنجب عدد الاطفال الذى يردوها هو والنوع والشكل وكل شئ .. كنت سأكون أمرأه مطيعه سأطبخ وأمسح وأكنس وأكوى له ملابسه وأضاجعه فى الليل سأكون كل مايتمناه وأكثر ...
ولكن عيبى أننى تمردت أصبح أمرأة مشاكسه عنيده لاتقبل بأواسط الحلول لا تقبل بالتنازل ولا التخاذل ولا التنحى ولا التواطؤ ولا التبرمج 
أصبحت أبحث عن السر الذى يجعلنى أغير العالم من حولى .. أبحث عن سر الحياه والشباب ... أبحث عن الحب الذى يتقبلنى كما أنا يحبى كما أنا يقدرنى كما أنا .. مشكلتى أننى بحثت كثيرا توغلت فى الحقيقة أكثر من اللازم فأصبحت انا التى أعانى أنا التى قتلت وشوهت أنا التى لم تعد الضحية بعد الان 
تمنيت أن أرى معالم وجه كنت أراه عندما أنظر للمراه فى سن العاشره 
تمنيت ان لو كانو جعلونى أشعر أننى متميزة بطريقة جيده لا متميزه بطريقة سيئه 
تمنيت أن يتركوننى فى شأنى ولكن لم يتركونى ولم أتنازل 

ولذلك أصبح تميزى عائقى ...أصبح تميزى عبئا على صدرى