أنظر الى يديه .. الى هاتين اليدين المتشققتين أنظر
اليهما كيف يرتعشان يبدوا عليهم الغلَبه فى محاولات يائسة منه لسيطرة عليهما .. أنظر
الى شعره الذى صُبّغ لونه فى محاولاتٍ باءت بالفشل لعدم التعرف عليه ..
هذا اللون الذى أصبح موحداً على كل من يغتالاهم العمر
" الابيض " كثيرا ما فكرت لماذا الابيض كنا دائما ونحن صغارا نعلم ان
الابيض هو لغة السلام والامان هو الحب والطيبه ف كيف أتخذته الحياه بصمة لها على
كل عجوز زائل ...
أنظر الى وجه كيف تتئاكلهُ التجاعيد .. الى هاتين
النضارتين المكعبتين الاتى حللن مكان عيناه .. الى شفاه الاتى ترتعشن الى أسنان
على وشك الانتحار ليلحقن بالاخريات ..
أراه يقف هناك يتحدث الى نفسه كنت اتمنى أن اكون داخل
عقله لأعرف ماذا يقول هل يتحدث مع شخص يراه هو فقط ؟!! ولربما تكون زوجته التى
تركته وهربت
"نحن الشباب دائما نهرب الى الامام وهم يهربون الى
الاعلى دائما "
يقول لها "
لطالما كنا سويا فلما الان " أو لربما يمقُتُها او يحسدُها او يناشدُها أن
تناشد المولى ان يقبض روحه سريعاً سريعاً ...
يمشى هو الان وهو محنى الظهر ينظر الى الاسفل يتجنب
الماريين بظلالهم فلم يعد يفهم الوجوه او فقط لم يعد منا بعد الان هو فى عالم بين
الطفولة والشيخوخه فى عالم بين الموت والحياه هو فى عالم له أصوات صامته .. يبتعد
عنى يظل يبتعد اعتقد أنه يتلاشى ويأتى فى بالى ...
" جميعنا سنحنى رؤوسنا فى النهايه "